يتفق الخبراء العسكريون في الشرق والغرب على اختلاف عقائدهم العسكرية، على قاعدة قتالية مهمة وهي: ضرورة امتلاك القوات البرية في الجيوش الحديثة، لثلاث خصائص او صفات ايجابية، وضرورية من اجل إحراز النصر في العملية الجوية - الأرضية. وهذه الخصائص هي: القدرة القوة النيرانية، قوة الصدمة الضربة، والقدرة الحركية وتوصلوا الى نتيجة أساسية وهي ان القوات المدرعة تحقق هذه المتطلبات كونها تتصف بهذه الخصائص. حيث أكدت خبرة الحروب السابقة والحروب المحلية التي جرت في منطقة الشرق الأوسط صحة هذه المقولة. وخاصة في عملية تحرير الكويت عام 1991، وعملية احتلال العراق الشقيق عام .2003
ولما كان العتاد المدرع، او بالأحرى الصنف المدرع هو الصنف الأساسي في صفوف القوات البرية الحديثة، بات لزاما علينا ان ندرس صنف الدبابات لدى الجانب الروسي، وخصوصا الطرازات الحديثة المتوفرة منها، او قيد التطوير والإنتاج، مركزين الأضواء او الدراسة الدقيقة على الطرازات: T-72، T-80، T-90، والنسخ المختلفة لكل طراز من تلك الطرازات. حيث يعتمد المذهب العسكري السوفيتي السابق وبديله المذهب العسكري الروسي الحالي في الحرب البرية اليوم على استخدام القوات المدرعة بكثافة كبيرة، كما يعتمد في الإفادة القصوى من حركية الدبابات وسرعتها، وقدرتها على العمل بعيدة عن قواعدها. وهي طريقة متميزة في حرب المدرعات تقوم على خبرة السوفيت الفريدة في استخدام جيوش الخيالة الشهيرة في الحرب الأهلية، وتستند الى أسس عملية ملائمة تبلورت على مر السنين، ثم توجتها خبرة الحرب العالمية الثانية التي منحت الاتحاد السوفيتي السابق شهرة واسعة في مجال تصميم الدبابات وصناعتها .
حافظت المدرعات السوفيتية في كل مرحلة من مراحل تطورها على مستواها المتميز بين دبابات العالم طوال هذه السنين بتحقيق قفزات نوعية متجددة في كل جيل من الأجيال المتتالية الى جانب الاستجابة التامة لمتطلبات المرحلة الزمنية الراهنة التي تمر بها. كما اتجه السوفيت خلال عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي، كما اتجه الغرب أيضا، الى تبني الدبابة القتال الرئيسة سلاحا رئيسيا وأساسيا في الحرب المدرعة الحديثة. متخلين تدريجيا عن الدبابة الخفيفة والدبابة الثقيلة.
قد لا يتسع المجال، هنا، في هذا السياق لذكر او دراسة الطرازات السابقة من الدبابات الروسية، بل نكتفي بدراسة الدبابات المعاصرة، منوهين بأهم الميزات التي تنفرد بها الدبابات الروسية الصنع عن مثيلاتها الغربيات وهي: انخفاض الضغط النوعي على التربة، وانخفاض ارتفاع الدبابة، وزيادة عيار مدافعها الى جانب الكثير من الخصائص المتميزة التي تمنحها سمات فريدة قد اختصت بها وحدها.
دبابة القتال الرئيسية طراز T-72
دخلت الدبابة ت - 72 خط الإنتاج عام 1972، حيث قامت مصانع ماليشيف (Malyshev) الموجودة في منطقة خاركوف، واوكرانيا، ومصنع (UKBM Nizhny Tagil) بانتاجها ويقدر ما تم إنتاجه من هذه الدبابات سواء في الاتحاد الروسي او برخصة في عدد من الدول بنحو50 ألف دبابة، تم تصدير تلك الدبابة الى كل من الجزائر، بلغاريا، كوبا، جمهورية التشيك، سلوفاكيا، فنلندا، المجر، الهند، إيران، ليبيا، بولندا، رومانيا، سوريا، يوغوسلافيا، والعراق سابقا.
تؤكد تقارير مراكز الدراسات الدولية الحديثة ان إجمالي عدد الدبابات "ت - 72" الموجودة في التسليح العربي يقدر ب 2210 دبابات، منها 350 دبابة في الجزائر، و200 دبابة في ليبيا، و1600 دبابة في سوريا، و60 دبابة في اليمن. وتشكل نسبة 84.29 من تعداد الدبابات في الدول العربية السالفة الذكر والتي تملك ما مجموعه 7404دبابات متنوعة ونسبة 49.14 من إجمالي الدبابات العربية قاطبة، البالغة 15282 دبابة متنوعة الطراز والنسخ وعائدت الصنع .
وقد ظل أنتاج هذه الدبابة مستمرا حتى عام 1985، وذلك لإنتاج النسخ (T-72M) و(T-72M1) المخصصة للتصدير. دخلت النسخة (T-72B) في عام 1985 وتتميز نسخة التصدير والتي تأخذ الطراز (T-72S) بان لها محرك ونظام تعليق جديدين، كما انه تم تصميمها لتستخدم درع الرد الفعلي .
ان ابرز الميزات الفنية للدبابة طراز (T-72) المصنعة في الاتحاد السوفيتي السابق عام 1984 هي التالية: الوزن 40طنا، الطول743سم، العرض الكلي 307 سم، الارتفاع الأقصى 246سم طراز المحرك ديزل متعدد الأشواط، الاستطاعة 780 حصانا بخاريا، الوقود ديزل من النوع V-21، مدى العمل 700 كم، السرعة القصوى 60 كم"سا، التدريع الأدنى 200 ملم، التدريع الأقصى من 500 - 600 ملم، الطاقم3 أشخاص، التسليح: مدفع عيار 125 ملم أملس السبطانة طراز D-18، ورشاش عيار 62.7 ملم يركب محوريا مع المدفع، ومدفع ضد الطائرات عيار 7.12 ملم يركب على قبة قائد الدبابة في الجانب الايمن من البرج. الوحدة النارية: حوالي 3000 طلقة للرشاش 62.7 ملم، و500 طلقة للرشاش عيار 7.12 ملم. و40 طلقة عيار125 ملم للمدفع الرئيسي. يمكن للدبابة ان تعبر المخاضات بعمق 1الى2 متر، كما يمكنها عبور المخاضات بعمق5 امتار لكنها تحتاج الى تجهيزات إضافية بالإضافة الى استخدام خرطوم الهواء .
يوجد من هذه الدبابة (T-72) حوالي ثماني نسخ هي على التوالي: النسخة T-72A والنسخة T-72AK وهي دبابة قيادة، والنسخة T-72B، والنسخة SMT M4891، والنسخة T-72BK دبابة قيادة، والنسخة T-72BV المغطاة من الإمام ببلاطات من الدروع، والنسخة T-72M2، والنسخة T-72B1. كما طورت كل من يوغوسلافيا ورومانيا، وأوكرانيا، وبولندا وجمهورية التشيك نسخا من هذه الدبابة، وتوجد نسخ اخرى من الدبابة المذكورة تم تطويرها للاستخدامات الخاصة، منها واحدة لنشر الكباري الجسور، والثانية مجهزة برافعة هيدروليكية يتم استخدامها في إغراض النجدة والإصلاح .
دبابة القتال الرئيسية طراز T-80
يتم إنتاج الدبابة طراز "ت-80" في مصنع ترانس ماش (Transmash) في بلدة "أمسك" وظهرت لاول مرة كنموذج للإنتاج في عام 1984، تحتفظ تلك الدبابة بالخصائص الاساسية لسلسلة الدبابات T-64 بما في ذلك المدفع الأملس عيار 125 ملم ونظام التلقيم الآلي، تشمل التحديثات الرئيسية استخدام المحرك التوربيني الغازي وذلك لأول مرة في الاتحاد السوفيتي، وهو ما يحقق سرعة وقدرة اكبر، كما تم أيضا ولأول مرة استخدام جهاز تقدير المسافة بالليزر وهو ما حقق تحسينا كبيرا في السيطرة على النيران. تشبه الدبابة T-80 والى حد كبير الدبابة T-72، وتشترك معها في خصائص مميزة وخصوصا نظام التسليح. اما بالنسبة لخصائصها الخارجية فتشترك مع الدبابة T-72 في استخدام الدروع الجانبية المتدلية ووجود 12 قاذف قنابل دخانية، سبعة منها على الجانب الأيسر، وخمسة على الجانب الأيمن.
احتفظت الدبابة ت - 80 بالشكل المنخفض الارتفاع نفسه مثل باقي الدبابات الروسية الصنع، ويتكون نظام التعليق من ست عجلات طريق من الصلب الألمنيوم المصبوب المغطاة بطبقة من المطاط وعجلة مسننة من الخلف لدفع عجلات الطريق، وعجلة حاملة في الإمام وخمس عجلات طريق للرجوع للخلف. لا تتساوى المسافات بين عجلات الطريق حيث يوجد فاصل واضح بين كل من العجلة الثانية والثالثة، وبين الرابعة والخامسة، والخامسة والسادسة .
تغطي البروج الجانبية المتدلية بكرات الرجوع للخلف وتتميز تلك الدبابة بوجود فتحة لخروج العادم مستطيلة في خلفية الهيكل، ومركز فتحة السائق في قمة الميل الأمامي الحاد لمقدمة الهيكل، توفر خلايا الوقود وعبوات التخزين المتكاملة وسيلة وقاية انسيابية. يتم تجهيز هذه الدبابة، بمجرفة مسننة نصل بلدوزر في مقدمة الهيكل، وتحت الجزء المائل الأمامي منه لاستخدامها في اجتياز الموانع والتجهيز الهندسي لمرابض النيران، كما توجد نقاط تعليق في أسفل نصل البلدوزر لتركيب محراث لازالة الالغام طراز KMT-6، بينما توجد فتحة خروج الرامي في الجزء الأيسر .
ان ابرز الميزات الفنية لهذه الدبابة ت - 80 الآتي: صنعها في العام 1982 الاتحاد السوفيتي السابق، الوزن 45 طنا، الطول 700 سم بدون المدفع، العرض 350 سم، طراز المحرك غازي توربيني طراز GTO- 1000 يستخدم وقودا مختلطا، واستطاعته تصل الى 1100 حصان بخاري. مدى العمل905 كم، السرعة القصوى 90 كم"ساعة، التدريع الأدنى والأقصى مركب ثلاثي الطبقات لكنه غير معروف السماكة. الطاقم3 إفراد التسليح مدفع رئيسي عيار125 ملم وثلاثة رشاشات الأول عيار62.7ملم والثاني في عيار7.12 ملم والثالث عيار 5.14 ملم. الوحدة النارية لكل من المدفع الرئيسي والرشاشات الثلاثة غير معروفة. مع العلم بأن بيع هذه الدبابة وتصديرها الى دول اخرى كان ضئيلا، ولم تصدر الى الخارج الا الى الصين التي تعاقدت مع روسيا عام 1992 على شراء 200 دبابة ويوجد منها حوالي عشر نسخ روسية الصنع ونسخة واحدة أوكرانية الصنع هي النسخة (T-80 UD).
دبابة القتال الرئيسية T-90 ونسخها المتوفرة
تعتمد هذه الدبابة الجديدة في تصميمها على تصميم الدبابة T-72 وتعتبر احدث دبابة في الترسانة الروسية، تستخدم تلك الدبابة، التي تعتبر تحديثا للدبابة (T-72 BM) المدفع ومناظير الرؤية للرامي طراز IG64 المستخدمة في الدبابة T-80 ومحركا جديدا ومناظير حرارية للرؤية، تشمل التجهيزات الوقائية الدرع الردي كنتاكت 50 الموجهة المضادة للدبابات التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء .
قام مصنع Nizhni Tagil بانتاج إعداد قليلة من دبابات T-72BM و T-72B المجهزة بالجيل الثالث من الدروع الردية التي يطلق عليها كونتاكت - 5 الموجودة فعلا في الخدمة على الدبابة T-80U. لتطوير الدبابات T-72 بدرجة اكبر لجذب عملاء جدد ولزيادة فرصتها للاختيار كنوع وحيد من الدبابات، يتم انتاجه في روسيا ثم استخدام نظام السيطرة على النيران الأكثر تطورا، المستخدم مع الدبابة T-80U مع تلك الدبابة وأخذت تلك الدبابة الطراز T-72 BUمع الدبابة واخذت تلك الدبابة الطراز T-72BU، لان الأخبار عن عملية عاصفة الصحراء أظهرت الدبابة T-72 على انها دبابة عراقية محترقة، مما أساء الى سمعة الدبابات الروسية واستقر الرأي على إعادة تسمية تلك الدبابة T-90.
دخلت الدبابة (T-90) خط الإنتاج بمعدل منخفض في عام 1993على أساس أنتاج النموذج الإنتاجي الذي اخذ الطراز T-88، تم تطوير تلك الدبابة بواسطة مكتب التصميمات كارتسيف فيندكتوف (kartsev Venediktov) في ورش فاكونكا في مصنع نزاني تاجل الذي ذكرناه آنفا. كان الاعتقاد السائد لدى المراقبين الغربيين ان تلك الدبابة هي تصميم جديد بالكامل ولكن نموذج الإنتاج ما هو الا تطوير للدبابة (T-72BM) مع إضافة بعض الخصائص التي تتميز بها سلسلة الدبابات (T-80).
تتميز الدبابة T-90 باستخدام جيل جديد من الدروع على الهيكل والبرج، يوجد نسختان من تلك الدبابة تم التعرف عليهما كنسخ للتصدير هما: النسخة T-90S، والنسخة T-90-E تم وضع الخطط الروسية على أساس استبدال كل الأنواع السابقة من الدبابات بالدبابة T-90 قبل نهاية عام 1997، وذلك طبقا للمتوفر من الاعتمادات المالية، ولكن بنهاية النصف الأول من عام 1997 المذكور لم يدخل الخدمة في القوات البرية الروسية الا نحو 107 دبابات فقط، تم توزيعها على المناطق العسكرية الروسية في الشرق الأقصى .
لا يختلف تصميم الدبابة T-90عن التصميم التقليدي للدبابات الروسية السابقة، ولكن يمكن اعتبار انها تطوير لكل نظم الدبابة T-72 بما في ذلك المدفع الرئيسي. تعتبر تلك الدبابة حلا مؤقتا حتى يتم تنفيذ التصميم الجديد لدبابة القتال الرئيسية الذي وضعه المصنع والذي تأخر نتيجة لصعوبة التمويل. تم انتاج الدبابة T-90 نتيجة لتكلفتها المنخفضة، ومن المتوقع ان يستمر أنتاجها بمعدلات منخفضة وذلك لاستمرار فتح خطوط الإنتاج، وحتى يمكن تنفيذ التصميمات الجديدة، ثم انتاج عدة مئات من تلك الدبابة يتراوح عددها بين 100 الى 300 دبابة وقد دخلت الخدمة العملانية في الشرق الأقصى مع القوات البرية الروسية. والمعلومات المتوفرة عن هذه الدبابة الجديدة هي:
آ - نظام التسليح: احتفظت الدبابة T-90 بالمدفع الرئيسي عيار 125 ملم طراز 2A,64-M2 القادر على اطلاق الانواع المختلفة من الذخيرة، كما يطلق هذا المدفع ايضا صواريخ موجهة مضادة للدبابات من النوع Refleks 9m911 AT-11 sniper وللصاروخ المذكور رأس حربية مؤثرة ضد كل الاهداف المدرعة والطائرات العمومية التي تطير على ارتفاع منخفض. ويشمل التسليح الثانوي، رشاشا آليا محوريا عيار 62.7 ملم طراز PKT ومدفع عيار 7.21 ملم لاستخدامه ضد الأهداف الجوية والبرية .
ب - نظام الوقاية الذاتية: تتميز الدبابة (T-90) مثل باقي الدبابات الروسية بارتفاعها المنخفض وببرج دائري يتم تركيزه فوق هيكل الدبابة ومجهز بتجهيزات دفاعية ايجابية وسلبية تجعل من هذه الدبابة واحدة من أفضل دبابات القتال الرئيسية التي تتمتع بوقاية مضمونة في العالم. يتم تغطية المقدمة المائلة للهيكل بلاطات من الدروع الردية من الجيل الثاني مثلها في ذلك مثل البرج، تحقق بلاطات الدرع الردية للبرج مظهرا مضلعا، كما يستخدم الدرع الردي على قمة البرج لتوفير الوقاية من الأعلى.
ج - نظام الدفع: تستخدم هذه الدبابة محرك ديزل متعدد الوقود طراز V-48MS يوفر قدرة استطاعة قدرها 840 حصانا كما يمكن أيضا استخدام محرك الديزل التوربيني طراز V-48KD الذي يوفر 1000 قدرة حصانية، يمكن لطاقم الدبابة تجهيزها خلال 20 دقيقة لخوض الموانع المائية التي يصل عمقها حتى 5 أمتار. وتجهز هذه الدبابة بنظام الوقاية من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية.
د - النسخ المتوفرة: يوجد على الأقل ثلاث نسخ لتلك الدبابة، كما أكد الروس في يونيو 1996 وجود نسخة من تلك الدبابة للتصدير مجهزة بمعدات ومحركات مختلفة. ويذكر هنا ان الهند اشترت حوالي 124 دبابة T-90، وتم تسليم اول دفعة من هذا العقد وعددها 10 دبابات في يناير عام 2002. يتفق الخبراء العسكريون في الشرق والغرب على اختلاف عقائدهم العسكرية، على قاعدة قتالية مهمة وهي: ضرورة امتلاك القوات البرية في الجيوش الحديثة، لثلاث خصائص او صفات ايجابية، وضرورية من اجل إحراز النصر في العملية الجوية - الأرضية. وهذه الخصائص هي: القدرة القوة النيرانية، قوة الصدمة الضربة، والقدرة الحركية وتوصلوا الى نتيجة أساسية وهي ان القوات المدرعة تحقق هذه المتطلبات كونها تتصف بهذه الخصائص. حيث أكدت خبرة الحروب السابقة والحروب المحلية التي جرت في منطقة الشرق الأوسط صحة هذه المقولة. وخاصة في عملية تحرير الكويت عام 1991، وعملية احتلال العراق الشقيق عام 2003
ولما كان العتاد المدرع، او بالأحرى الصنف المدرع هو الصنف الأساسي في صفوف القوات البرية الحديثة، بات لزاما علينا ان ندرس صنف الدبابات لدى الجانب الروسي، وخصوصا الطرازات الحديثة المتوفرة منها، او قيد التطوير والإنتاج، مركزين الأضواء او الدراسة الدقيقة على الطرازات: T-72، T-80، T-90، والنسخ المختلفة لكل طراز من تلك الطرازات. حيث يعتمد المذهب العسكري السوفيتي السابق وبديله المذهب العسكري الروسي الحالي في الحرب البرية اليوم على استخدام القوات المدرعة بكثافة كبيرة، كما يعتمد في الإفادة القصوى من حركية الدبابات وسرعتها، وقدرتها على العمل بعيدة عن قواعدها. وهي طريقة متميزة في حرب المدرعات تقوم على خبرة السوفيت الفريدة في استخدام جيوش الخيالة الشهيرة في الحرب الأهلية، وتستند الى أسس عملية ملائمة تبلورت على مر السنين، ثم توجتها خبرة الحرب العالمية الثانية التي منحت الاتحاد السوفيتي السابق شهرة واسعة في مجال تصميم الدبابات وصناعتها .
حافظت المدرعات السوفيتية في كل مرحلة من مراحل تطورها على مستواها المتميز بين دبابات العالم طوال هذه السنين بتحقيق قفزات نوعية متجددة في كل جيل من الأجيال المتتالية إلى جانب الاستجابة التامة لمتطلبات المرحلة الزمنية الراهنة التي تمر بها. كما اتجه السوفيت خلال عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي، كما اتجه الغرب أيضا، الى تبني الدبابة القتال الرئيسة سلاحا رئيسيا وأساسيا في الحرب المدرعة الحديثة. متخلين تدريجيا عن الدبابة الخفيفة والدبابة الثقيلة.
قد لا يتسع المجال، هنا، في هذا السياق لذكر او دراسة الطرازات السابقة من الدبابات الروسية، بل نكتفي بدراسة الدبابات المعاصرة، منوهين بأهم الميزات التي تنفرد بها الدبابات الروسية الصنع عن مثيلاتها الغربيات وهي: انخفاض الضغط النوعي على التربة، وانخفاض ارتفاع الدبابة، وزيادة عيار مدافعها الى جانب الكثير من الخصائص المتميزة التي تمنحها سمات فريدة قد اختصت بها وحدها